القارة العجوز تلجأ لقطر.. كيف ستخفف أزمة الطاقة في أوروبا؟
تسارع القارة العجوز الخُطا منذ أشهر لتوفير بديل سريع للغاز الروسي الذي تعتمد عليه لتلبية 40% من احتياجاتها، في ظل المخاطر التي تهدد بقطع إمدادات غاز موسكو بسبب حرب الأخيرة على أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية المشددة التي فرضت عليها من الولايات المتحدة والدول الغربية.
وكثف زعماء أوروبا، خلال الأسابيع الماضية، من اتصالاتهم مع قطر لمحاولة توفير أي كميات من الغاز لتغطية العجز الناتج عن فقدان الغاز الروسي، حال حصل ذلك، خاصة بعدما أعنت الدوحة أكثر من مرة أنها لا تستطيع توفير تعويض الإمدادات الروسية من الغاز، وأن هذا الخيار “شبه مستحيل”.
وتستورد أوروبا 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، أي بمقدار 175 مليار متر مكعب، لكن إطلاق الأخيرة، فجر 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو، يُخشى أن ترد عليه بقطع إمدادات الغاز.
مباحثات مكثفة
والسبت 5 مارس 2022، أجرى الرئيس الإيطالي، ماريو دراجي، اتصالاً هاتفياً بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حسبما ورد في بيان للديوان الأميري القطري.
واستعرض الجانبان خلال الاتصال التطورات الإقليمية والدولية والمخاوف من تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا وتأثيرها على إمدادات الغاز.
وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تلقى كذلك اتصالاً آخر من نظيره الإيطالي، لويجي دي مايو، وبحثا خلاله أهم القضايا الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز العلاقات بين الدوحة وروما بمختلف المجالات.
ووفق أحدث التطورات، يبدأ مستشار النمسا كارل نهامر، الأحد (6 مارس)، زيارة لقطر ضمن جولة خليجية تشمل الإمارات أيضاً، بهدف التفاوض بشأن الحصول على مصدر غاز بديل يقلل اعتماد بلاده على الغاز الروسي.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية الأمريكية أن زيارة نهامر تأتي في ظل القلق الذي يشهده العالم من تداعيات الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وانعكاسها على إمدادات الغاز الروسي لأوروبا.
وأوضحت الوكالة أن المستشار النمساوي سيجري في الدوحة محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفي الإمارات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تركز على مجال الطاقة.
وأشارت إلى أن نهامر يرافقه مسؤولون في شركات بلاده للوقود الأحفوري؛ للتفاوض بشأن مَصدر بديل للغاز.
ونقلت الوكالة عن نهامر قوله: “قطر والإمارات شريكان مُهمان للنمسا ومورِّدان مُهمان للطاقة، لذا أودُّ أن أغتنم رحلتي في المقام الأول للحديث عن تأمين إمدادات الغاز والطاقة”.
وأضاف أن أحداث الأسابيع القليلة الماضية كشفت بوضوح عن أهمية عدم الاعتماد على مَصدر غاز واحد فقط، وضرورة التوسع في مصادر الطاقة المستدامة مثل الهيدروجين الأخضر.
ترانزيت الغاز يتوقف
وتأتي هذه التطورات بعد يومين على إعلان وكالة “تاس” الروسية، في 3 مارس 2022، أن الشركة المسؤولة عن ترانزيت الغاز في أوكرانيا “أوكرترانس غاز”، أفادت بأن كييف حظرت مؤقتاً تصدير الغاز الطبيعي (الروسي) من أراضيها، وضمنه الغاز المخزن تحت الأرض في وضع “المستودع الجمركي”.
ووفق الشركة فإن القيود فرضتها وزارة الطاقة الأوكرانية، بدءاً من 3 مارس، في ظل الأوضاع التي تشهدها أوكرانيا.
وترسل روسيا ما يقدَّر بنحو 230 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا كلَّ يوم، ينقلو ثُلُثها غرباً عبر أوكرانيا.
المصدر: الخليج اونلاين