الدكتور علي حمّود: التهديد الأمريكي لإيران قائمٌ منذ عقود والأخيرة شيّدت بُرجاً من هذه التهديدات وارتفعت به

الكاتبة إسراء أبوطعام

لعقود، لم تكف أمريكا للحظة عن تهديد ايران بضربةٍ قاسية تستهدف مراكزها الحساسة، ناهيك عن العقوبات التي تفرضها عليها من وقت لأخر. ولكن حتى يومنا هذا لم نرَ أمريكا قد نفذّت تهديداً واحداً، عملاً بقولها. وما كان من إيران إلا أن شيّدت من هذه التهديدات برجاً إرتفعت به، عاملةً بمبدأ “الضربة التي لا تقتلك تقوّيك”.

تعود اليوم العقوبات الأحاديّة على إيران إلى الواجهة على الرغم من إنتهاء حقبة ترامب الرئاسية. وفي هذا السياق، أشار الباحث في العلاقات الدوليّة والإقتصادية الدكتور علي حمّود أنَّ العقوبات الأمريكية بحد ذاتها لها شقيّن وعوامل. أما الشقّ الأول فيأتي في سياق الضغوطات القصوى التي تمارسها الإدارة الأمريكية منذ عقود من الزمن بهدف إحتواء وخنق الإقتصاد الإيراني. وقد شملت هذه العقوبات الكثير من المجالات أبرزها، النفط، الصلب (الحديد، الألمينيوم)، النقل، وحتى الأشخاص الذين لهم علاقة بالملف النووي الإيراني. ليس هذا فحسب، بل وصلت العقوبات لـ١٨ مصرف لعزل ايران عن النظام المصرفي العالمي، مما أدى إلى خفض قيمة الريال وإرتفاع التضخم في الإقتصاد الإيراني، رغم معارضة بعد الشركاء الأوروبيين هذه القرارات الأمريكية والذي وصفهم حمود “بالضعفاء”.

وعن الشق الثاني لتوقيت العقوبات، رأى حمّود انّه سيكون بمثابة توريط للإدارة الأمريكية الجديدة، التي ستتسلم سدة الحكم في منتصف كانون الثاني من العام الجديد برئاسة جو بايدن، حيث يعتبر الملف الإيراني شائكاً بالنسبة لأمريكا.

وأضاف: ” تم التسريب حديثاً من قبل مصادر أمريكية مطلّعة عن استعداد أمريكا لتسديد ضربة عسكرية أو سيبيرية قاسية ضدَّ ايران لإستهداف المفاعل النووي أو نقاط حساسة في ايران.

وفي السياق عينه، اعتقد حمّود أن ترامب لن يتورط بهذه الأمور ، حيث سيكون هناك إعادة تموضع للقوات الأمريكية في المنطقة، والإنسحاب سيكون تدريجياً من غرب آسيا لجزء من القوات بدءاً من الآن حتى ١٥ كانون الثاني.

وتعقيباً على ما قد سبق، أكدَّ الباحث الدولي والإقتصادي أنَّ هذه الأمور يتبعها عوامل كثيرة، من ضمنها أن الملف الإيراني الشائك سيكون محطَّ اهتمام الإدارة الأمريكية خاصةً في ظل علاقتها مع الدّول الأخرى، حيث يعتبر الملف الإيراني العامل المشترك بينها جميعها، أبرزها أوروبا، الخليج بعد موقف التطبيع، وكذلك إسرائيل التي يعيقها النفوذ الإيراني في المنطقة وملفها النووي، والصواريخ الباليستية.

وأشار الدكتور حمّود إلى أنّ الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون أكثر عقلانية وبراغماتيّة من إدارة ترامب، لكنها لن تختلف كليّاً عنها، لأنَّ أمريكا بالنهاية تبقى دولة إدارات ومؤسسات، وسيكون الإتجاه نحو العقوبات أو المفاوضات.

وعن كيفية تعامل جو بايدن مع العقوبات بعد اشتراط طهران بإلغائها جميعها لإستئناف الحوار، لفت حمّود إلى أنَّ الحكومة الإيرانيّة الموجودة تحاول توطيد علاقات جديدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة على أساس ملف الإكتفاء الذي جرى في تموز ٢٠١٥ وطابقَ عليه مجلس الأمن في ٢٠ تموز ٢٠١٥ ودخل حيّز التنفيذ في ٢٠١٦، وانهاه ترامب في العام ٢٠١٨.

ورأى الباحث في العلاقات الدوليّة والإقتصاديّة أنَّه إذا تمَّ تشكيل حكومة جديدة في إيران بدلاً من الحالية لن تقبل حتى في سقف المفاوضات، وبدى ذلك واضحاً من الخرق الإستراتيجي الإيراني الذي تمَّ من مضيق هرمز إلى الكاريبي (البواخر إلى فنزويلا).

وأضاف:” تمكّنَ المحافظون في إيران من إقصاء الإصلاحيين من مجلس الشورى، إثر انتخابات ٢١ شباط، لا سيما بعدما رفض مجلس صيانة الدستور طلبات ترشح معظم مرشحي التيار الإصلاحي. هذا الأمر أدى إلى سيطرةٍ كاملة للتيار المحافظ على البرلمان الجديد.ويتبع هذا الإقصاء إنتخابات رئاسية إيرانية في حزيران المقبل ستغير مجرى الأمور والعلاقات.

‎لمتابعة الدكتور علي حمّود على منصات التواصل الإجتماعي:
‎تويتر:

https://twitter.com/dralihammoud2?s=11
‎انستغرام:

https://instagram.com/dr.alihammoud?igshid=11fs3fwp5cyfb

‎فايسبوك:

https://www.facebook.com/DrAli.Hammmoud

‎يوتيوب:

https://youtube.com/channel/UCguPcJqybwtnH67Yj6I7JEA

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
google-site-verification: google3b1f217d5975dd49.html